الجزائر تتحدث عن زيارة قريبة لسيجورني.. هل هي خطوة لكبح التقارب المتسارع بين الرباط وباريس؟

 الجزائر تتحدث عن زيارة قريبة لسيجورني.. هل هي خطوة لكبح التقارب المتسارع بين الرباط وباريس؟
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
السبت 27 أبريل 2024 - 9:00

قالت الصحافة الجزائرية، اليوم الجمعة، إن وزير الخارجية الفرنسي، سيتفان سيجروني، من المرتقب أن يحل بالجزائر في الفترة القريبة المقبلة، من أجل عقد لقاء مع نظيره الجزائري، أحمد عطاف، للتباحث حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والرفع من سبل التعاون.

وحسب صحيفة "الخبر" الجزائرية، نقلا عما وصفتها بـ"مصادر دبلوماسية"، فإن الوزير الفرنسي سيناقش أيضا مع عطاف الاعداد للزيارة المرتقبة للرئيس الجزائري إلى فرنسا، وهي الزيارة التي تأجلت مرارا بسبب خلافات في وجهات النظر بين الجزائر وباريس في عدد من المواضيع المرتبطة بقضية "الذاكرة".

وقالت الصحيفة الجزائرية، بأن الوزير الفرنسي ستيفان سيجورني كان من المرتقب أن يحل بالجزائر في 22 أبريل الجاري، لكن الزيارة تأجلت بسبب الاجتماع التشاوري الأول الذي انعقد في العاصمة التونسية، والذي شهد حضور رئيس الجزائر عبد المجيد تبون إلى جانب الرئيس التونسي قيس سعيد، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي.

وفي حالة حدوث هذه الزيارة من رئيس الدبلوماسية الفرنسية، ستيفان سيجورني، فإنها ستأتي في خضم الزخم الكبير الذي تعرفه العلاقات بين المملكة المغربية وفرنسا، ولا سيما أن شهر أبريل الجاري، شهد زيارة عدد من الوزراء الفرنسيين إلى الرباط، في إطار التقارب المتسارع في العلاقات الثنائية بين البلدين.

وكانت مخاوف الجزائر في الفترة الأخيرة قد عكستها الصحافة الجزائرية، على إثر إعلان الوزير المنتدب الفرنسي المكلف بالتجارة الخارجية، فرانك ريستر، عن عزم باريس في الاستثمار في الصحراء المغربية، في خطوة قد تكون بداية للاعتراف الرسمي الكامل لفرنسا بسيادة المغرب على إقليم الصحراء.

وكانت صحيفة "الشروق" المقربة من النظام الجزائري، قد قالت في هذا السياق، بأن فرنسا تسير بخطوات معاكسة للمسار الذي تطمح إليه الجزائر، علما أن "باريس تُدرك حساسية القضية الصحراوية في العلاقات الثنائية قيد الترميم"، حسب تعبير "الشروق" التي أضافت أن فرنسا قد تهدم ما تم بناؤه في الفترة الأخيرة.

ويلجأ النظام الجزائري في الكثير من الأوقات للتعبير عن مواقفه عبر القنوات والمنابر الإعلامية الرسمية، وتشير الانتقادات التي توجهها الصحافة الجزائرية لفرنسا تعليقا على ما صرح به الوزير الفرنسي المكلف بالتجارة الخارجية في المغرب، حول الاستثمار في الصحراء، إلى وجود غضب لدى النظام الجزائري من تلك الخطوة.

وفي ظل الحديث عن قرب زيارة ستيفان سيجورني، فإن العديد من المتتبعين لشؤون المنطقة، لا يستبعدون أن تكون هذه خطوة من الجزائر من أجل إيقاف التقارب المتسارع بين الرباط وباريس.

وتجدر الإشارة إلى أن زيارة الرئيس الجزائري إلى فرنسا قد تأجلت أكثر من مرة منذ العام الماضي دون أن تحدث إلى حدود تاريخ اليوم، بسبب خلافات بين باريس والجزائر في العديد من القضايا، ومن أبرزها قضية "الذاكرة"، وكانت أزمة حادة قد حدثت بين الطرفين منذ سنتين عندما أدلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتصريحات قال فيها بأنه لم تكن هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.

هذا، وتُكذب في كل مرة ردود فعل الجزائر تُجاه بعض الدول الأوروبية التي تتخذ مواقف لصالح مغربية الصحراء،  (تكذب) تصريحات التي تدعي فيها بأنها ليست طرفا في نزاع الصحراء، إذ يرى كثيرون أن ذهاب الجزائر إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع بلدان أخرى بسبب دعمها للمغرب في قضية الصحراء، يتنافى مع تصريح بأنها "ليست طرفا في النزاع".

وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن الجزائر كانت قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع إسبانيا في سنة 2022 بعدما أعلنت مدريد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، ولم تتراجع عن مواقفها إلى في الشهور الأخيرة، بعدما اتضح لها بأن إسبانيا لا يُمكنها أن تتراجع عن موقفها الداعم للمغرب.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...